top of page

ياسر العطا.. عندما تتحول الخطابات إلى “دراما رمضانية”

  • فجر السودان
  • 1 مارس
  • 2 دقائق قراءة

في كل مرة يظهر فيها ياسر العطا، على الشاشات، يتحول المشهد إلى ما يشبه “مونولوج درامي” طويل، لا يخلو من الحماسة والانفعالات، وكأن الرجل يعتقد أنه يخاطب أمة بأسرها على أعتاب معركة فاصلة، بينما في الحقيقة، معظم المشاهدين إما يقلبون القنوات بحثًا عن مسلسل أكثر إثارة، أو يكتفون بمراقبته بدهشة متسائلين: “هل نحن في خطاب رسمي أم في عرض مسرحي؟”



الوعود الوهمية.. صناعة سودانية بامتياز


يبدو أن ياسر العطا قد أتقن فن “الخطابة العاطفية”، حيث يطلق الوعود الواحد تلو الآخر وكأن البلاد تقف على مشارف نهضة لم يشهدها التاريخ من قبل. فإذا استمعنا إلى خطابه اليوم، سنعتقد أن السودان على بعد أيام قليلة من التحول إلى قوة اقتصادية عظمى، بينما في الواقع، أسعار السلع ترتفع كأنها في سباق ماراثوني، والخدمات الأساسية أصبحت ذكرى جميلة من الماضي.


فالرجل يتحدث عن “إعادة بناء الدولة”، وكأنها عملية بسيطة لا تتطلب سوى قليل من الخطابات النارية وبعض الشعارات الرنانة. والأكثر طرافة، أنه كلما اشتدت الأزمة، ازدادت خطابات العطا تفاؤلًا، وكأن السودان يمر بأزهى عصور الرفاهية!


خطابات الإنذار والتهديد.. كأننا في فيلم أكشن


ليس سرًا أن خطابات ياسر العطا لا تكتمل دون نبرة التحذير والوعيد، فهو دائمًا يتحدث عن “المؤامرات” التي تحاك ضد السودان، وكأنه الوحيد الذي يملك أسرار الدولة العميقة. وكلما انتقده أحد، جاء الرد أكثر حدة: “نحن لن نتهاون!”، “سنسحق الأعداء!”، “سنفعل ونفعل!”، وكأننا نشاهد مشهد النهاية في فيلم حربي، لكن دون معرفة من هو العدو الحقيقي، ولماذا لم يتم سحقه بعد كل هذه التهديدات؟


“إن شاء الله بكرة أحلى”.. ولكن متى؟


في نهاية كل خطاب، لا ينسى العطا جرعة الأمل المعتادة: “السودان قادم”، “الغد سيكون أفضل”، “نحن على الطريق الصحيح”. المشكلة أن هذا “الغد الأفضل” لم يأتِ أبدًا، والطريق الصحيح يبدو أنه لا يحتوي على أي مخارج واضحة. وفي كل مرة يتم تكرار نفس العبارات، حتى بات المواطن السوداني يتساءل: هل هذا خطاب جديد أم إعادة بث لمشهد قديم؟


ختامًا.. متى تنتهي المسرحية؟


ياسر العطا بلا شك شخصية مثيرة للجدل، وخطاباته أصبحت جزءًا من الروتين السياسي في السودان، لكن السؤال الأهم: متى سيتم استبدال هذه المسرحيات السياسية بحلول حقيقية؟ أم أن المواطن السوداني عليه أن يستعد لمواسم جديدة من الدراما الخطابية التي لا نهاية لها؟

コメント


bottom of page